لهفــــةٌ هاربـــــــــــــه
كعادتهــا .. جلست تحدق في عقارب ساعة يدهـا وكأنها ترجوهـا أن تـُسرع الخطى ليحين موعـد اللقاء المـُرتقب ، فتظـل ترسم سيناريو اللقاء وتعنى بكل التفاصيل بدايـة بردائـها الذي تشتـريه خصيصاً لإرتدائـه يوم لقائهمـا مروراً بعطرها وحليها ومكياجهـا ،تــُحدق في عينيـه اللتين طـُبعت صورتيهمـا بكـل ما تحويانه من عشق ٍ وسـِحر ، من ثم تميل برأسهـا على كتفيـه محتضـنه إحدى يديـه فيرفـع لها بالأخرى خصـلة شعـرها المنسدلـه على جبينـها وكـأنهـا حوريـه مستلقيـه على نهر من الذهب ،فتداعبها نسمات الهـواء الرقيقـه لتلقيهـا عليـه من جديـد .
تصحـو من أحلام يقظتهـا لتجده تأخـر على غيـر عادتته ، فتغـرق في نوبات قلق .. لا تستطيع الصمود أمامهـا كثيراً فتنسحب يدها لا شعوريـاً لتمسك بجبينها ضاغطة عليه وكأنهـا تـُحاصر قلقهـا وتطـرده بعيداً مع ما يبثه من أفكار سوداويـه بشأن تأخر حبيبهـا ، تطلق التنهيدة تلـو الأخرى ، تملـّس على شعـرها مـِراراً متظاهـره بهندمتـه لتواري أية إنفعالات قد يلحظهـا من يرمقون جـِلستهـا الوحيـده ،تلتفت يميناً ويساراً لعلـه آت ،لكنهـا لا تلمـح طيفـه الذي تراه دومـاً لينبئهـا بقدومـه ، تـُمسك بكوب الماء فترتشف القطرات علــّها تـزيح عنهـا القلق ولكـن .. دون جدوى فيبلغ توترهـا وقلقهـا ذروتـه فتبدأ قضم أظافرهـا وتتسلل يداها لشعيرات رأسها ،فتقصف الواحـدة تـلو الأخرى.
فجــأه .. يسرقهـا رنين الهاتـف من حالتـها المذريـه ، تختطفـه موقنـه بأنـه يتصل بهـا ليــُطمئنها عليه ..، لكـن .. لم يكــن هو إنها والدتـهـا ، تنهـي المكالمـه على عجـل ٍ معاودة النظـر لساعـة يدهــا ، لكنـها .. لم تجـدهــا ! نعــم ! إنهـا لم تعتـاد علــى إرتدائـهــا قـط ،فتلجـأ لساعـة المحمول تجد الوقت قارب على منتصف الليل .. فتودّع النيـل بعينـان تكتحـلان بالحسـره وتفترشهمـا الدموع ، تــُـلقي نظـرات خـاطفـه على العشاق المتراصين حولـهـا .. ثـم تبتـعـد في أسـى ، وخطوات قدميـها تحـُثها على العـوده لكنــهـا .. لا تقـوى على مطاوعتهمـا ، فتـأوي إلى منزلهـا هـاربة إلى فـِراش قرينــهـا الوحيـد فيـه .. غـِطــاء
الخميس
17/1/2008
11 مسـاءاً